خبر قرأته في إحدى الصحف المحلية
ارتفاع الأسعار ، كلمتان لا يكاد يخلو منها حديث الناس هذه الأيام، ولعلهما أصبحتا الأكثر شهوة وترديداً على ألسنة الجميع فالمسنون في مجتمعاتنا يترحمون على أيام زمان ، كانت الروبيات القليلة أو القروش المعدودات تأتي بالكثير والشباب يحلمون بعودة بساطة الماضي التي كثيرأ ما سمعوا عنها ، والماضي يأبى ويردد
( عايزنا نرجع يا زمان ..قول للزمان ارجع يا زمان )) .
لن يرجع الزمان ولن تنفع حكايات جدي عما كان يمتلكه جنيه الماضي ، ولن تعود أسطورة راتبه الضئيل الذي لم تكن جنيهاته تتعدى عدداً على أصابع اليد الواحدة وكيف كانت هذه الجنيهات القليلة قادرة على أن تفعل الكثير مما تعجز أمامه الآلاف هذه الأيام . جدتي تكاد تقسم ودموع الغلاء في عينيها أنها كثيراً ما ما تسوقت سلعاً تموينية تكفينا لأسبوع بربع جنيه ، مذكرة جدي بقطعة الأرض الزراعية التي إشتراها ب 90 جنيهاً متسبباً بهذه الصفقة بموجة غلاء اجتاحت أسعار الأراضي الزراعية في القرية بأكملها . وسذاجة الأطفال في وسط هذه الشكوى والحنين أتدخل متعجباً : لماذا لا تطبع المصارف الأموال لتريح الناس من الغلاء وتريح نفسها من تذمر الناس ؟ تراقصت أحاديث الماضي وسذاجتي أمام عيني عندما سمعت خبراً يقول إن سعر رغيف الخبز أصبح 80 مليون دولار ، وبالطبع ليس دولاراً أمريكياً بل زيمبوبياً ، فقد لجأ بنك الاحتياط المركزي لدى زيمبوبوي إلى اعتماد طريقتي الطفولية المكافحة للغلاء عندما طرح ورقة نقدية جديدة فئة 250مليون دولار (ربع مليار) وذلك بعد أن طاولت معدلات التضخم السحاب لوصولها إلى 165 ألف في المائة وهو ما أضاع المتبقي من هيبة الورقة النقدية فئة ال50 مليون دولار التي كانت تعد الأكبر قيمة حتى ذلك الحين ليصبح كل من يملك رغيف الخبز في زيمبابوي مليونيراً رغماً عنه
الرئيسية 
ارفع صورك بنجاح 